بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصـــول الحــــوار
التعريف :
الحوار هو المناقشة بين الطرفين أو أطراف بقصد تصحيح كلام أو إظهار حجة ، وإثبات حق ، ودفع شبهة ،ورد الفاسد من القول أو الرأي على اختلاف وسائله.
غاية الحوار :
قد سبقت في ثنايا التعريف ، قال الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحق ، وإفادة العالم الأذكى العلم لِمن دونه ، وتنبيه الأغفل الأضعف ).
وثمت غايات فرعية أو ممهدة لهذه الغاية ، منها :
- إيجاد حل وسط يرضي الأطراف.
- التعرف على وجهات النظر.
- البحث والتنقيب للاستقصاء والاستقراء.
وقوع الخلاف بين الناس :
الخلاف سنة الله في خلقه : ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) لكن ليس المراد أنه سبحانه خلقهم ليختلفوا ، فاللام ليست للغاية وإنما للصيرورة أي لثمرة الاختلاف خلقهم والثمرة فريق في الجنة وفريق في السعير ، وقد تحمل على التعليل أي : كل منهم لشأن وعمل .
وضوح الحق وجلاؤه :
فإن النفوس إذا تجردت من أهوائها وجدَّت في تلمس الحق فإنها مهدية إليه ، بل إن في فطرتها ما يهديها لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ).
مواطن الاتفاق :
إن بدء الحديث والحوار بمواطن الاتفاق طريق إلى كسب الثقة . فدع صاحبك يوافق ويجيب بـ(نعم) وحُلْ ما استطعت بينه وبين ( لا ) فإن قال ( لا ) فقد أوجبت عليه كبرياؤه أن يظل مناصراً لنفسه.
أصول الحوار :
الأول :
سلوك الطرق العلمية والتزامها ، من تقديم الأولى المثبتة أو المرجحة للدعوى ، ومن صحة الثقل في الأمور المنقولة قال تعالى : (قل هاتوا برهانكم ). ولذا قال العلماء : إن كنت ناقلاً فالصحة ، وإن كنت مدعياً فالدليل .
الثاني :
سلامة كلام المناظر ودليله من التناقض . وهذا ما وقع فيه أهل الشرك الذين قال الله عنهم ( وإن يروا آية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر ) وهو تناقض ، فالسحر لا يكون مستمراً والمستمر لا يكون سحراً وهذا على أحد الوجهين في تفسير الآية .
الثالث :
ألا يكون الدليل هو عن الدعوى . وإلا كان إعادة للدعوى بضعة أخرى .
لرابع