معتر انا
عدد المساهمات : 7 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/02/2013
| موضوع: رساله لم تقرأ في صندوق قلبي الإثنين فبراير 25, 2013 3:49 pm | |
| حَاشيَة جَانبيّة : [b]يومَ أغَاظني من قَلبي مَا أغاظ حينَ اتّبعَ الهَوى , وسودَاء الضّلال
عَاتبتهُ مُؤنّباً , فعاتبني مُبرراً ... فكَتبتُ لهُ رسالةً تَرِدُهُ علّه يقرَأها
فيَعْتَبِر [/b] رسالة :
إنّ قِطارَ الحيَاةِ الذي يَحملُنا مُمتلئ بالكَثيرِ من الرسائل الواردة والتي لم تُفتح بَعْد ... لو أمْكَننا فقط أن نتأملهَا . دُروس وعِبَر أكتُبهَا خالصةً من قلبي إلى " قلبي " قبلَ قُلوبكم , بل كَتَبتُها فأسألُ الله لها نماءً في قلبي وحياةً بقربكَ كمَا تُحبّ ربي وتَرضَى . " أن تَضع على قائمة أولوياتك حبّه ...ثمّ حينَ الشّدائدِ لا تُولّه لا تَرْعَه , لهُوَ حقاً أمر مُحزِن ! " تأملتُ حَالَ الدّنيا فرأيتهَا دُنيا غَريبَة وأعجبُ مَا وَجدتُ فيهَا , تلكَ المُضغَة التي لِصغرهَا قد لا نَكتَرِث لها , بينمَا أشارَ إليهَا حَبيبُنا المُصطَفى أن لوْ صَلُحت لصَلُحَ الجسد كلّه .وأعْجَبُ ! ... من قَلبِ إنْسَانِ يدّعي مَحبّة الله - وأوّلهم قلبي - ثمّ عندَ الشّدائدِ يَنكشفُ الغِطَاء , ويَنْقشعُ السّيل عَن زبدِ الخِدَاعِ والرّيبْ ربّما تَعَاظمَ الكذب على النّفسِ بمحبّتهِ حتى آلفته وصدّقته قولاً مُجرداً من كلّ إحْسَاسٍ أو فِعل , أو رُبّما حَفظتُه حِفظاً دُونَ فهمٍ للمَعْنى . يا قلب : " أن تَقُول أعلمُ ثمّ لا تُقدِمُ خُطوَة , لأنتَ تَجهلُ حقّاً ! وأنْ تَقُولَ أدري ثمّ تَرْجِعُ خُطوة لأنتَ أحمقُ فعلاً "
كم ادّعيتَ محبّة الله ... وكُلّ جَنباتك تَمتلئُ , وتَنبِضُ بِه , تَدقّ نَواقيسَ المَحبّة شَرفاً تُعلنهَا لأوردةٍ قُلتَ يوماً بأنّها لَه ! ثمّ عِندَ أوّل ابتلاءٍ انْشَقت أوديَةُ الحُزنِ تَبتَلعُ الأخضرَ واليَابِس , وما به تُولي شَطركَ لليأسِ وكأنّك نسيت أطيبَ كلامِه الذي مِنه : " ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَحْمَةِ الله , إنّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ روُحِ الله إلا القَوْم الكَافرُون " ( يُوسف : 87 )
كمْ تَدّعي مَحبّة الله ... تُعلنُهَا أبداً في البيدَاءِ ... تَتَنفسهَا ضُلُوع ! ثمّ حينَ تُخيّرُ بينَ اثْنَيْنٍ مُتنَاقضين لا يَجتَمِعانِ في قلب مُؤمِن مَوجُوع أصْعَبهما عليك أحبّهما إلى الله , تُغبرُ شعرَ رأسك تَختار ُالأيسَرَ - بل الأسْوَء - خَوفَ المَشقّة التي تَرَاها إنّما - تتوهما - ورُبّما تَقُول وقتها أنّي لا أسْتَطيع ! وأنت الذي قالَ يَوماً ... يا ربُّ مَهما تَكالبَت عليّ الدّنيا سأكونُ كمَا تُريدكم تدّعي مَحبةَ الله ... تَملئُ أسمَاعك مِنْهَا , وتَشعرها تَتغلغلُ في شِريَانِ القَلب
ثمّ حينَ تَخلُو وَحيداً - ومَا خَلوتَ بل عَليكَ رَقيبُ - تُشبِعُ أوصالك مَعصيةً , والعَجبُ أنّكَ تَذكرُ أنّ الله حَسيبٌ من فوق , فتقُول ربّي غَفُور وتَمضي وكأنّ ذنباً مَا كانَ في ذاكَ الدّرب !! كمْ تَدّعي يَا قلبُ محبّة ربكَ ... وتَكتبهَا في صَبَاحاتِ يَومِكَ حَتى إذا آلَ المَسَاء تَكُون قد اغْتَبتَ , وشَتَمتَ , وأسأت , وكَذبت , وظَلَمت , وَعَصَيْت , وسَببتَ , وأكلْتَ من الحقُوقِ مَا أكلتَ ... وبعدَ هذا تَقُولُ ربّي وأنتَ لم تَتُب بعد !
كم تَدعي محبّة الله ... تَشكُرهُ على أفضَالهِ ونَعمائهِ , ثمّ حينَ يَطْرُق بابكَ سَائلاً / مُحتاجاً / طَالباً ... تَنهرهُ وتذمّه , وتَدْفَعُه عن بابكَ , تَشكُو الله منه ! والله الذي أعْطَاكَ يَومَ طَرقت أبوابه فقيراً , سَائِلاً , ودَائِماً مَا تَفعل يَقول : " وأمّا السّائلَ فَلا تَنْهَر " ( الضّحَى : 10 )
كم تَدّعي مَحبّةَ الله ... تَسْألهُ صَلاحَ الذّرية وزِيادَتها ... ثمّ حينَ تُبتَلى بمَوتِ أحدِها تَشقُّ الثِيَابَ صَارِخَاً , وَتَنُوحُ مُفرِطاً في الحُزنِ الحَلال , وَرُبّما غَفلت عَن ( يَا ربّي اخلفني في مُصيبَتي خيراً منْهَا ) والتي كُنتَ تَقولها يوماً كَبلسمٍ لجُرحِ صَديقٍ فقدَ حَبيب ! كَم تَدّعي مَحبةَ الله ... تَلْهُو في مَتَاعِ الحياةِ الدّنيَا , ثمّ حينَ تُصابُ في نَفسك
تَنهالُ رجاءً , ودُعاءً , تَملئُ أنفَاسكَ أدعيةً كضمادٍ لنُدوبِ جُروحِ الرّوح وتُوصيهَا بل تَعِدُ باريهَا اسْتقَامةً من بَعدِ شفاءٍ يَلُوح , حتى إذا أنعمَ عَليكَ وشَافاك عُدتَ ضحيّةً لهَوى طَالمَا أغراكَ !
وكَمْ تَدّعي مَحبةَ الله ... تَنسَابُ رقْرَاقاً كأجملِ مَا يَكون بينَ رِفقتك , وزُملائِكَ , وأصحَابِكَ كَريمٌ , عَطُوفٌ , حَنُونٌ... حَتى إذا جئتَ أهلكَ كشّرتَ عن أنيابِ الغَضبِ المَخزون , لا يُعجِبكَ العجب , وسيّدُ المُرسَلينَ يَقول :
" خَيرُكم خَيرُكم لأهله " وَكم تَدّعي مَحبّتهُ ... تَقُولُ أنْ لَو يَمنّ الله عليّ بكذَا ؛ لفعلتُ كذَا وَكَذا حَتى إذَا أكرمكَ وأنعمَك , اسْتَخدَمتهَا فيمَا لا يُرضِي ربّكَ , وأعنتَ هَواكَ على رُوحٍ اسْتَوت منْ شدّة خَطَاياكَ ! وكَم , وكَم , وكَمْ مِنْ هَذَا يَا قلبي ... تَرْدُمكَ حيّاً غَافِلاً حتى تَندمُ في يَومٍ لا يَنفعُ فيهِ النّدم ! والحبرُ مُسترسلٌ لو شَاءَ ربّي , لكنّ الأنْفَاسَ خَجِلَت ! ضَاقَت منْ صَدرٍ يَبتلعُ قولاً لا يَفْعَل , اكْتَفت , اكْتَفت من أنْ تظلّ تَكذبُ لا تسْاَل !
وأعجبُ أن تَقول : أن في كُلّ مثقَالِ ذرّةٍ في قلبي مِنْ خَيرٍ لهَا وَزنٌ يومَ المِيعاد ( يومَ تلقَاه ) فلا تَقلَق ! وأقولُ لكَ يا قلبي : [ وهَل تتَحملُ نارَ جهنّمَ التي أوقدَت حتى اسودّت ؟ ونارُ الدّنيَا التي إنْ لامستكَ صَرختَ تَأوهاً تَشكُو الألم ؟! أوَ تتحَمل ؟! ]
والآن افْعَل مَا شِئْت ! [ رِسَالَة وَرَدتكَ لمْ تَقرأهَا بَعْد ] فانْظُر يا قلبي في صُندوقِ وَاردك , قبلَ أن يَفيضَ زَحماً ويَردمك ( ولمَن شَاء ) أنْ يَخطّ رسائلَ لقلبهِ هنا فمِنْهَا نعتَبِر , وفيها رُوحٌ تَفتَخِر
| |
|
سفير الحب 338 مدير المنتدى العام
عدد المساهمات : 1067 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/07/2012 العمر : 29 الموقع : منتديات احلى سهرة اوسمتي :
| موضوع: رد: رساله لم تقرأ في صندوق قلبي الإثنين فبراير 25, 2013 11:44 pm | |
| يسلموووووو على الموضوع الرائع
يعطيك الف عافية
تحياتي لك
232 | |
|
بنت الاكابر عضو نشيط
عدد المساهمات : 92 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/02/2013 اوسمتي :
| موضوع: رد: رساله لم تقرأ في صندوق قلبي الإثنين مارس 11, 2013 1:38 pm | |
| موضوع كتير روعة سلمت دياتك
| |
|
saeed mohamed
عدد المساهمات : 8 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/03/2013
| موضوع: رد: رساله لم تقرأ في صندوق قلبي الثلاثاء مارس 12, 2013 10:02 pm | |
| سلمت اناملك على الموضوع الرائع | |
|
السفاح عضو نشيط
عدد المساهمات : 82 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/02/2013
| موضوع: رد: رساله لم تقرأ في صندوق قلبي الأربعاء مارس 13, 2013 10:51 pm | |
| رسالة رائعة وكلمات جميلة بنتظار جديدك تحياتي السفاح
| |
|